8 خطوات أساسية لبناء العلامة التجارية الشخصية
تحدثت في مقالات سابقة عن تعريف العلامة التجارية الشخصية، وأيضًا خضنا في تفاصيل أكثر حول أهمية بناء العلامة التجارية لرواد الأعمال. الآن نبدأ في التطبيقات العملية لهذه الرحلة.
في مقالي هذا سأضع معالم الخطوات الأساسية التي عليك اتباعها بناء علامتك التجارية الشخصية خطوة بخطوة. أما تفاصيل هذه الخطوات ستجدها إن شاء الله كاملة في مدونتي.
8 خطوات أساسية لبناء العلامة التجارية الشخصية
لبدء بناء علامتك التجارية الشخصية، هناك خطوات أساسية لا بُدَّ من اتباعها وتنفيذها جميعها، دون تقصير في واحدة منها.
تخيل نفسك تبني بيتك الخاص، تضع فيه كل التفاصيل التي تحبها، تبنيه بإتقان ليدوم عمرًا، وليكون مستقرًا وملاذًا آمنًا لك. ابدأ بـ:
- تحديد مميزاتك ومهاراتك وخبراتك.
- فهم جمهورك المستهدف وطبيعة عميلك المثالي.
- خلق “هوية مميزة” لك.
- كتابة “قصتك”.
- تصميم هويتك البصرية.
- تحديد قيمك ومبادئك.
- خذ وقتك.
- تجهيز فريق عملك.
قد ترى أنَّ بناء استراتيجية العلامة التجارية الشخصية أمرًا مرهقًا، ويحتاج للكثير من الجهد والبحث والدراسة.
ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك، إذا لم تكن تملك الوقت الكافي لكتابة استراتيجية علامتك التجارية، تواصل معي مباشرة، وسأساعدك بتقديم خطة مناسبة ومدروسة لعلامتك التجارية وفقًا لخبرتك ومهاراتك.
الآن، وبعد أن عرفت الخطوط العريضة لبناء بيت أحلامك، عليك أن تبدأ بالتنفيذ. تابع القراءة لمعرفة التفاصيل..
1. تحديد هويتك المهنية وما تمثله
في عالم تحتدم فيه المنافسة اليوم، يُطالب العملاء بالأصالة أكثر من أي وقت مضى.
ليس بالضرورة أن يكون الأمر صعبًا، ولكن عليك التفكير في إجابات هذه الأسئلة:
- من أنت؟
- ما الهدف الذي تسعى لتحقيقه في حياتك المهنية والشخصية؟
- ما هي قيمك ومبادؤك التي تمثل شخصيتك الحقيقية؟
- ما هي خبراتك ومهاراتك التي اكتسبتها على مدار السنين الماضية؟
- كيف تسعى لمساعدك الناس حولك من خلال خبرتك؟
جميع هذه الإجابات تمثل ما يُعرف في استراتيجية العلامة التجارية الشخصية:
- المهمة.
- الرؤية.
- القيم.
سأستفيض في الحديث عنها بالتفصيل في مقالات لاحقة إن شاء الله.
2. تحديد جمهورك المستهدف وصفات عميلك المثالي
جمهورك المستهدف فعليًا هو المسؤول الأول عن تحديد سمات علامتك التجارية الشخصية.
يمكنك بناء العلامة التجارية الأفضل تصميمًا والأكثر استراتيجية في العالم، ولكن بدون العملاء لن تحصل على شيء.
يتمتع جمهورك بالقوة، وإذا تمكنت من كسب ولائهم، ستنجح في تشكيل الصورة العامة لعلامتك التجارية. إن معرفة جمهورك المستهدف أمر بالغ الأهمية ليس فقط لتحويل العملاء المحتملين إلى عملاء، ولكن أيضًا لفهم كيفية تواصل الأشخاص مع علامتك التجارية.
على سبيل المثال، فكر في شركة “إير بي إن بي”، التي تستهدف المسافرين ذوي الميزانية المحدودة الذين يبحثون عن فندق بديل وتجربة محلية. تعد هذه الشركة ناجحة لأنها تعرف عملائها، وتهتم باحتياجاتهم، وتفكر دائمًا في التعليقات التي تتلقاها.
إن تحديد السوق المستهدف يرسم صورة واضحة عن هوية عميلك المثالي. أبعد من ذلك، تريد أن تفهم ما الذي يحفهزهم لاتخاذ القرارات. ومن يلهمهم؟ أين هي نقاط الألم الخاصة بهم؟
من خلال التعمق في أبحاث السوق وتحليل جمهورك، يمكنك بعد ذلك إنشاء مجموعات فرعية أو شرائح بناءً على الخصائص المشتركة. تُعرف هذه العملية باسم تجزئة السوق، ونصنف بعدها جمهورك بناءً على أوجه التشابه التي تتراوح بين الموقع الجغرافي، والعمر، والجنس، والقرارات والسلوكيات. بشكل عام، يساعدك هذا على إنشاء “شخصية العميل” النموذجية الخاصة بك.
إذا كنتَ بحاجة إلى نموذج لبناء سمات عميلك المثالي، يمكنك التواصل معي عبر البريد الإلكتروني، وإرسال عبارة “سمات العميل المثالي”، وسأرسل لك نموذجًا جاهزًا لتعبئته فقط.
3. البحث عن المكان المناسب لك “المنافسين”
القليل من المنافسة الصحية لا تؤذي أبدًا. في الواقع، معرفة ما يفعله الآخرون سيساعدك على فهم مكانة علامتك التجارية بشكل أفضل في السوق، وفي أذهان عملائك وقلوبهم.
إذًا ما الذي يجعل علامتك التجارية تبرز في المنافسة القوية؟
ابدأ بإدراج الخصائص المميزة التي تفصل علامتك التجارية عن المنافسين. في لغة التسويق، هذه هي نقطة البيع الفريدة الخاصة بك. مجرد القول بأن لديك عملاً رائعًا ليس جيدًا بما فيه الكفاية، فأنت بحاجة إلى دعم ادعاءاتك بدليل استراتيجي يثبت صحة أقوالك.
ومن أجل تحقيق ذلك، يمكنك إجراء تحليل SWOT (نقاط القوة، والضعف، والفرص، والتهديدات). هناك طريقة أخرى للعثور على مكانك المفضل وهي من خلال رسم الخرائط الإدراكية، وهو تمرين يمكن أن يوفر تحليلاً تنافسيًا واضحًا.
بعد انتهائك من مرحلة تحليل المنافسين، ستلاحظ أنّك أكثر قدرة على وضع المعالم الأساسية لعلامتك التجارية الشخصية. تلخص فيها ماهية علامتك التجارية، وعميلك المستهدف، وأهم مميزات علامتك التجارية في السوق.
4. كتابة “قصة” العلامة التجارية الشخصية
يعد سرد القصص أحد أفضل الطرق لبناء الثقة والتواصل مع عملائك. يجب أن تكون قصة العلامة التجارية مُصاغة جيدًا وصادقة، وتجذب انتباه جمهورك، وتثير فضولهم، وتثير المشاعر. هذه فرصتك لإبراز شخصيتك والتميز عن منافسيك.
ابحث عن “صوتك”
هل تتذكر هذا الانطباع الدائم والشعور الذي لا يُنسى الذي تسعى لتحقيقه؟
إن العثور على صوت قوي يمثل علامتك التجارية سيساعدك على التعبير عن قصتك بطريقة أكثر صدقًا وذات معنى. يمكّنك صوت علامتك التجارية من إضافة العاطفة واللمسة الشخصية إلى جميع اتصالاتك.
احرص على أن يكون هذا الصوت متسقًا، ومعروفًا، وسهل التحدث معه. يعد هذا أمرًا مهمًا بالنسبة لقاعدة بياناتك، لأنّها ستسهل عملية التواصل مع الجمهور المستعدف؛ ونتيجة لذلك، فإنه سيعزز ثقافة متسقة وإيجابية لكل من فريقك وعملائك.
تكييف نبرة صوتك مع كل موقف
هل يمكنك التحدث إلى ابن عمك البالغ من العمر خمس سنوات بصوت ممل ورتيب؟
إذا فعلت ذلك، فمن المحتمل أن تجد صعوبة في جذب انتباهه. وبنفس الطريقة، تلعب نغمة العلامة التجارية دورًا مهمًا في القدرة على التكيف. أنت لا تزال تستخدم نفس صوتك، ولكن لديك شعور بالوعي تجاه جمهورك والتكيف وفقًا لذلك.
يعد هذا مناسبًا بشكل خاص نظرًا لاستخدام صوت علامتك التجارية عبر قنوات مختلفة، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني، والنشرات الإخبارية، ومنشورات الوسائط الاجتماعية، والإعلانات، وأصول العلامة التجارية الأخرى؛ ولذا لا بُدَّ من مراعاة القيود واستخدامات المنصات المختلفة (الرموز التعبيرية أو عدم وجود رموز تعبيرية، وعدد الأحرف، وما إلى ذلك)، ما سيضمن حصولك دائمًا على صوت متسق، ولكن نغمة مختلفة قليلاً لتناسب كل جمهور وموقف محدد.
5. تصميم الهوية البصرية للعلامة التجارية الشخصية
صدقًا لقد كانت هذه المرحلة من أكثر المراحل متعة أثناء بنائي لعلامتي التجارية الشخصية، ولم أدرك أهميتها البالغة إلا بعد دخولي في كل تفاصيل هذه المرحلة.
تعد الهوية البصرية للعلامة التجارية جزءًا مهمًا من استراتيجية العلامة التجارية الشخصية، وتتيح لك ترك انطباع مميز ورائع عنك، وتساعدك في حديثك مع الجمهور دون الحاجة للكثير من الكلمات ولفت الانتباه. احرص على أن تنشئ هوية بصرية أصلية وحصرية لك بناءً على العناصر المرئية التي تعكس علامتك التجارية الشخصية.
تخيل علامتك التجارية على صورة شخص، وفكر في كيفية وصفها لصديق. هل ترتدي علامتك التجارية ألوانًا جريئة؟ أم أن علامتك التجارية ترتدي اللون الأسود فقط؟ فكر في كل التفاصيل التي تريد تصورها في هذه الشخصية، ولا تخف من الوصول إلى هذا المستوى من التفاصيل، لأنك تريد في النهاية أن تبدو الهوية المرئية لعلامتك التجارية إنسانية ومرتبطة بجمهورك.
الآن هو الوقت المناسب للإبداع ودمج شخصية علامتك التجارية في العناصر المرئية. سيساعد إنشاء دليل نمط العلامة التجارية الذي يمكن تحديده في الحفاظ على الاتساق، وتطوير أنماط متماسكة. تريد أن تعكس العناصر المرئية بنفس اللغة عبر جميع الوسائط، وأن تساهم في الشكل والمظهر العام لعلامتك التجارية الشخصية.
تتضمن بعض العناصر المرئية المهمة في الهوية البصرية التي يجب مراعاتها ما يلي:
- الشعار.
- الألوان.
- الخطوط.
- الموقع الإلكتروني.
- بطاقات العمل.
- الصور والرسوم التوضيحية والأيقونات.
- الفيديوهات.
- صفحات التواصل الاجتماعي.
- الأصول المادية (الكتيبات المطبوعة، والتغليف).
- جميع الملفات الصادرة عن العلامة التجارية.
6. الالتزام بوعودك والإيفاء بها
حسنًا، أنت تعرف هدفك، وقد وجدت صوتك، وحصلت على جمهورك، وتبدو بمظهر جيد – ماذا الآن؟
الآن الوقت المناسب لمتابعة مهامك، والبقاء متسقًا في محاولة تعزيز الولاء للعلامة التجارية.
فكر بالطريقة المناسبة لتشجيع عملائك على التواصل الإيجابي، وذلك من خلال التفكير في قيمك الأساسية، ومشاعر جمهورك يمكنك تشجيع التواصل الإيجابي مع عملائك؟ فكر في قيمك الأساسية، وكيف يشعر جمهورك بعلامتك التجارية، واستخدم ذلك في كل تفاعل. عاملهم بنزاهة، واشكرهم على مشترياتهم، واعترف بجهودهم. إن بذل جهد إضافي، حتى مع لفتة صغيرة، يمكن أن يقطع شوطًا طويلًا في تعزيز التصور الإيجابي لعلامتك التجارية، وتطوير الوعي بعلامتك التجارية الشخصية.
أولاً تأتي الثقة، ثم يأتي الحب: سيعود عملاؤك إليك لأنهم يستطيعون الاعتماد عليك، وليس فقط لأنك تبيع منتجًا فقط. لا تنسَ أنَّ العملاء يحبون مشاركة تجاربهم مع العلامات التجارية، سواء كانت جيدة أو سيئة. بعد كل ما قيل وفعل، فإن التفاعلات الإيجابية مع عملائك الحاليين ستفتح لك المزيد من الأبواب أمام العملاء المحتملين.
7. تخصيص الوقت الكافي
تذكر أنَّ إنشاء استراتيجية العلامة التجارية عملية وفيها خطوات كثيرة يجب تنفيذها، وهناك العديد من التعقيدات التي يجب مراعاتها.
بدءًا من تحديد رؤيتك ومهمة علامتك التجارية، وتنمية العلاقات مع العملاء، وكل ذلك أثناء التحدث بلغة علامتك التجارية، هناك الكثير مما يجب التوفيق بينه. لا تريد أن تفعل ذلك مرة أخرى أو تضطر إلى تغيير علامتك التجارية لأنَّ نفذت الأمر سريعًا وباستعجال.
إضافة إلى ذلك، استعد لتحسين استراتيجيتك وتقييمها بمجرد حصولك على المزيد من التعليقات والمراجعات من العملاء. مع نمو علامتك التجارية، فإن مراجعة دقة استراتيجية علامتك التجارية الشخصية سيجعل كل شيء أكثر وضوحًا، وأكثر استهدافًا واستدامة. يجب أن تصمد استراتيجية العلامة التجارية الجيدة أمام اختبار الزمن.
8. التعاون مع الفريق المساهِم
إنَّ عملية بناء استراتيجية العلامة التجارية الشخصية عملية تعاونية، تحتاج فيها للتعاون مع العديد من الأشخاص.
إذا كنت في هذه المهمة بمفردك، تواصل مع الآخرين – بما في ذلك العملاء المحتملين – وحاول سماع أكبر عدد ممكن من الأصوات.
من الناحية المثالية، يمكنك أن تشكل فريقًا مخصصًا لبناء علامة تجارية تركز على شخصيتك، وتصميمها، وتعزيزها، وإضفاء الحيوية عليها على جميع المستويات.
فكر خارج الصندوق، وأطلق العنان لنفسك لتكون قادرًا على إنشاء فريق شامل يقدم مجموعة واسعة من وجهات النظر للمساهمة في رؤيتك.
اقرأ أيضًا:
لماذا يجب أن يفكر الخبراء ورُواد الأعمال في بناء علامتهم التجارية الشخصية؟