لماذا يجب أن يفكر الخبراء ورُواد الأعمال في بناء علامتهم التجارية الشخصية؟
نعيش في عالم تبرز فيه أسماء رواد الأعمال لترتبط بإنجازاتهم وأسماء شركاتهم.
من منا لا يعرف جيف بيزوس، وإيلون ماسك، وسارة بلاكلي، وبيل غيتس، وستيف جوبس، وغيرهم الكثير؟!
لا أعني هنا أنّه مطلوب منك أن تكون “إيلون ماسك”، ولكن ماذا لو كنت “إيلون ماسك” في مجال عملك أو مجتمعك؟!
تخيل كم سيكون مريحًا ألّا تفكر في مطاردة العملاء واختصار رحلة البحث عن العميل المثالي، لتجده يطرق بابك طالبًا المساعدة منك!
مفهوم العلامة التجارية الشخصية (Personal Branding)
يقصد بالعلامة التجارية الشخصية تصميم استراتيجية مدروسة لتأثير الفرد على التصور العام في قطاع عمل معين، حيث تؤسس هذه الاستراتيجية بناءً على الهوية المميزة للخبير، والتي تساعده في إبراز نفسه وخبرته مقارنة بالمنافسين في المجال، وتساعده ليصبح أكثر شهرة وارتباطًا بالجمهور المستهدف.
لتبسيط المفهوم أكثر، يمكنني أن أعرف بناء العلامة التجارية الشخصية الهوية المهنية والشخصية التي يريد الخبير أن يعكسها ويمثلها عن نفسه. يجب أن تكون حصرية له غير مقلدة، وقادرة على إيصال الرسالة، ومستمرة لأطول مدة زمنية ممكنة.
أهمية بناء العلامة التجارية الشخصية
كما قلنا فإنَّ بناء العلامة التجارية الشخصية طريقة رائعة لتسويق خبرتك وحياتك المهنية لجمهور مستهدف ومحدد، أما المحصلة النهائية تنعكس إيجابًا بتأثير قوي على حياتك المهنية.
مثلًا، إذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة، فإنَّ بناء علامة تجارية شخصية يمكن أن يمنحك ميزة تنافسية على المرشحين الآخرين الذين ليس لديهم حضور قوي عبر الإنترنت.
وإذا كنت رائد أعمال فإنّ علامتك التجارية الشخصية ستساعدك حتمًا في خلق علاقة ثقة وثيقة مع العملاء المخلصين وكسب عملاء جدد؛ علمًا أنّ المشاهير والسياسيين يستخدمون هذا النوع من استراتيجية العلامة التجارية على نطاق واسع كوسيلة للتأثير على صورتهم العامة في المجتمعات المحلية والعالمية.
بغض النظر عن أهدافك، يمكن للعلامة التجارية الشخصية أن تساعدك في تحقيق هذه الأهداف. تاليًا ستجد خمسة أسباب تدفعك للتفكير في البدء بإنشاء علامتك التجارية الشخصية، لنتعرّف عليها معًا.
1. ميزة تنافسية قوية مقابل منافسيك في المجال
وفقًا لإحصائيات أجرتها منصة “كينستا” فإنَّ منصة لينكد إن فيها أكثر من 810 مليون مستخدم، و57 مليون منهم يعملون في شركات التوظيف.
يتنافس الملايين من الأشخاص على الكثير من الوظائف والمشاريع المشابهة، ونسبة للإحصائيات فإنَّ الكم الهائل من المنافسة إما ستُقلل حظوظك أو ستزيدها. هنا تأتي أهمية علامتك التجارية الشخصية، حيث إنّ العلامة القوية تجذب انتباه مسؤولي التوظيف، وتساعدك على التميز، وترك انطباع مميز دائمًا.
2. بناء الثقة والمصداقية
إذا كانت لديك علامة تجارية شخصية مميزة، فمن المرجح أن يلاحظ الناس اسمك، ويثقون بما تفعله. بالإضافة إلى ذلك، من الطبيعي أن يثقوا بك أكثر عندما تصور نفسك بصورة احترافية لتظهر خبيرًا من خلال علامتك التجارية الشخصية. من الأسهل بكثير أن تكتسب ثقة العملاء والمستهلكين المحتملين عند الاعتراف بك كخبير في مهنتك.
3. خلق المزيد من الفرص المهنية
بناء علامتك التجارية الشخصية القوية ستفتح لك الأبواب أمام فرص عمل جديدة، والمشاركة في الحوارات المختصة، وزيادة فرص المبيعات، وغير ذلك.
وهذا أمر منطقي تمامًا لأنَّ 70% من أصحاب العمل يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي مثل لينكد إن لفحص المرشحين، وفقًا لدراسة أجرتها منصة كارير بيلدر. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يجدك أصحاب العمل ويتواصلون معك من خلال فرص العمل إذا كانت لديك علامة تجارية شخصية قوية. ومع ذلك، يمكن للعلامة التجارية الشخصية أيضًا جذب الشركاء والمؤيدين والناخبين (إذا كنت سياسيًا). تختلف الفرص وفقًا للصناعة التي تعمل فيها.
4. جذب المزيد من العملاء
مهما كان مجال خبرتك، أو طبيعة عملك وحجم شركتك، فإنَّ بناء العلامة التجارية الشخصية يساعدك في جذب عملاء جدد. وجدت الأبحاث الطويلة التي أجرتها جامعة هارفارد أن ما يقرب من 60% من المستهلكين هم أكثر عرضة للشراء من شركة سمعوا عنها من قبل.
يميل العملاء المحتملون أكثر إلى التعرُّف على اسمك وما تقدمه، إذا كان لديك علامة تجارية شخصية قوية. من المرجح أن يستخدم العملاء منتجك أو خدمتك باستمرار في المستقبل بسبب هذه التجربة الإيجابية.
5. تحقيق أهدافك
تأسيسك لعلامة تجارية شخصية سيكون مبنيًا على أهدافك المهنية التي تسعى لتحقيقها، ولذا فإنَّ هذه الخطوة الرائعة ستعينك حتمًا على تحقيق أهدافك.
هذه الأهداف ستحددها عندما تبدأ في تجهيز استراتيجية علامتك التجارية الشخصية، والتي تتضمن مهمتك، ورؤيتك، وهوية علامتك، وغير ذلك الكثير من التفاصيل المهمة، والتي تصب في النهاية جميعها لتحقيق أهدافك المهنية التي تسعى لها.
إذن في مقالنا هذا تحدثنا عن الأسباب المهمة التي تدفعك للتفكير في بناء علامتك التجارية الشخصية. الآن إذا كنت تفكر كيف تبدأ خطوتك الأولى في رحلتك هذه، انتظر مقالي الذي تحدثت فيه عن عن كيفية “كتابة استراتيجية العلامة التجارية الشخصية”، وتفاصيل أخرى كثيرة أرجو أن تفيدك حقًا.